الزراعة التعاقدية خارطة طريق لتحقيق الأمن الغذائي
بقلم أ/ محمد ابو حاتم
مختص في الشؤون الزراعية
تعد الزراعة التعاقدية إحدى أنظمة التسويق الزراعي الحديثة، والتي تكتسب أهمية في التوسع الزراعي وزيادة الإنتاج، وتحسين جودة المنتج المحلي.
في اليمن تعد الزراعة التعاقدية إحدى ثمار الثورة الزراعية التي اطلقتها القيادة في العام ٢٠٢٠م- وتسعى الدولة من خلال تطبيق الزراعة التعاقدية إلى التوسع الزراعي وزيادة الانتاج وتحسين جودة المنتج، وتخفيض فاتورة الاستيراد، و تحقيق الأمن الغذائي.
الأستاذ علي أحمد الهارب مسؤول قطاع التسويق والخدمات الزراعية باللجنة الزراعية والسمكية العليا.
أوضح أنه تم إعداد مشروع قرار لإنشاء إدارة خاصة للزراعة التعاقدية في وزارة الزراعة والري، في إطار الإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية،مؤكدا ًأن مشروع القرار سيتم مناقشته مع قيادة الوزارة والجانب القانوني خلال الفترة القريبة.
وأشار أن هذه الأدارة هي من تدير عمل الزراعة التعاقدية في جميع المؤسسات والجهات الحكومية أو الخاصة أو المشتركة، وهي من تضع اللوائح الخاصة بتنظيم أعمال الزراعة التعاقدية ، وهي كذلك من تنظم العلاقات بين المنتجين ( المزارعين ) والتجار أو المشتثمرين في مجال هذ الإدارة.
و أشار إلى أهمية الزراعة التعاقدية في تحسين الإنتاجية والتوسع في زراعة المحاصيل الزراعية، وتحسين الممارسات الزراعية وكذا توفير المنتج للمستهلك بأسعار مناسبة وجودة أفضل،وكذا تأمين حاجة السوق المحلي من المحاصيل الزراعية المحلية، و تحسين الخدمات التسويقية للمنتجات الزراعية، وأضاف الهارب أن الزراعة التعاقدية تعمل على توجيه الاستثمار الزراعي نحو المحاصيل التي تحقق الأمن الغذائي، وكذلك دعم ميزان المدفوعات..
واوضح الهارب أن للزراعة التعاقدية فوائد عدة سواء ًللمزارع أو المستهلك و التاجر وللدولة أيضا ً.
أولا ً: فوائد الزراعة التعاقدية للمزارع المنتج:
- زياده الإنتاجية وتخفيض تكاليف الإنتاج
- الحصول على مستلزمات الإنتاج
- توفير الخدمات الإرشادية والتدريب على استخدام التكنولوجيا الحديثه
- تسهيل التسويق وتقليل الفاقد التسويقي
- تحسين الدخل وزيادة صافي الدخل
-تقليل المخاطر التسويقية والسعرية.
ثانيا: فوائدها على المستهلك:
- توفير منتج زراعي يراعي أذواق المستهلكين
- استقرار أسعار المحاصيل الزراعية
- توفر المنتجات على مدار العام
ثالثا ً: فوائد الزراعة التعاقدية بالنسبة للحكومة :
-انخفاض فاتورة الاستيراد و المساهمة في تحقيق تنمية زراعيه واقتصادية
-تعزيز القدرة التنافسية بين المنتجين
- زيادة معدلات التصدير للمنتجات الزراعية.
- دعم ميزان المدفوعات لزيادة القوة الشرائية للعملة المحلية.
فوائدها بالنسبة للشركات التجارية :
ولم تقتصر فوائد الزراعة التعاقدية على المزارع والمستهلك والدولة، بل إن التاجر والشركات التجارية سيكون له فوائد عدة من الزراعة التعاقدية تتمثل في :
- التقلـيل مـن المخـاطر الــتي تتعـرض لهـا الــشركات
فيما يتعلق بتقلبات العرض والطلب.
- تمكين الشركات من تعزيـز معـايير
السلامة.
- إمكانية جدولة عقـود الـشركات مـن حيث
استلام المنتجات الزراعية في الوقـت الأمثـل لأعمالها التجارية.
- تخفيض تكاليف اجور النقل، بعكس الاستيراد من الخارج التي تتطلب أجورا نقل مرتفعة..
وذكر علي الهارب أن هناك بعض الصعوبات التي تواجه الزراعة التعاقدية بعتبارها مشروع جديد ينفذ في الجمهورية اليمنية لأول مرة ومن هذه الصعوبات غياب الوعي لدى أفراد المجتمع بأهمية الزراعة التعاقدية،وأهميتها الاستراتيجية في زيادة الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي..مضيفا ًأن هذه الصعوبات مع العزيمة والإصرار ووجود القناعة بضرورة تنفيذ مشروع الزراعة التعاقدية تم التغلب عليها،وبدأ الجميع يقتنع بهذا المشروع وبكل فئاته منتجين ومستهلكين ومستثمرين..
ودعا مسؤول قطاع التسويق والخدمات الزراعية باللجنة الزراعية والسمكية العليا وسائل الإعلام بضرورة القيام بمهامها في خلق وعي بأهمية الزراعة التعاقدية، وذلك عن طريق تكثيف حملات التوعية والإرشاد حتى تصل الفكرة إلى الجميع. مؤكدا الترابط الوثيق بين التسويق والإعلام، وأن التسويق لايكتب له النجاح مالم يكن هناك إعلام فاعل.