حوار خاص لمجلة اكتفاء الاقتصادية
الدكتور/ محمد المداني
رئيس الهيئة العليا للأدوية
____________________________________________________________________
أكد الدكتور محمد المداني رئيس الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية، أن اتجاه اليمن نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواء خيار لا رجعة عنه، وأشار المداني إلى أن الهيئة بدأت بعدة خطوات في الاتجاه نحو هذا الجانب تنفيذاً للتوجه الكلي للدولة نحو النهوض بواقع الصناعات الدوائية اليمنية وصولاً إلى تحقيق الأمن الدوائي ، وإيجاد صناعات دوائية محلية وفق معايير عالمية ، ولفت إلى أن قطاع الصناعات الدوائية من القطاعات الواعدة في اليمن ، داعياً المستثمرين والمستوردين إلى استغلال الفرص المغرية والمتاحة في هذا القطاع، ووعد بتقديم كافة التسهيلات للمستثمرين في الصناعات الدولية وتقديم كافة أوجه الدعم والتشجيع .
س: أعددتم استراتيجية وطنية للصناعات الدوائية إلى ماذا تهدف؟
ظروف الحرب والحصار وثورة 21سبتمبر فرضت توجها جادا نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواء الوطني والسعي إلى تحقيقها، فبدأت الهيئة العلياء للأدوية نحو إيجاد خطة واستراتيجية واضحة لتشجيع وتطوير الصناعات الدوائية المحلية، وكان هناك لقاءات مع الهيئة العامة للاستثمار واتحاد منتجي الأدوية ومع المصنعين خبراء مصنعين أدوية على أساس إيجاد خطة استراتيجية للنهوض بالصناعات الدواية المحلية، للأسف الصناعات الدوائية تشكل فقط 10% من الاستهلاك الدوائي في البلد ، ولذلك فإن مسودة الاستراتيجية التي أعدت لخمس سنوات مقبلة تبدأ من العام الحالي ، وتهدف إلى رفع الاكتفاء الذاتي من الصناعات الدوائية المحلية إلى 40% كخطوة أولى .
س : ما سبب تدني مساهمة الصناعات الدوائية المحلية خلال العقود الماضية ؟
النظام السابق لم يكن مهتما بجانب الأمن الدوائي والتصنيع حتى أن شركة يدكو التي تعد باكورة الصناعات الدوائية الوطنية لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل النظام السابق، وفي ظل توجه ثورة 21 سبتمبر نحو الاكتفاء الذاتي من الدواء، وبناء على توجيهات المجلس السياسي الأعلى، التقت الهيئة مع اتحاد منتجي الأدوية ومع المصنعين عدة لقاءات لإيجاد خطط واضحة للنمو الأفقي والرأسي بزيادة المصانع الدوائية وخطوط الإنتاج وزيادة الأصناف التي تصنعها الصناعات الدوائية الموجودة حاليا .
س : كم نسبة مساهمة مصانع الدواء المحلية ؟
الآن ,, حسب إحصائيات للهيئة العلياء للأدوية ارتفع مقدار مساهمة الصناعات الدوائية المحلية من 10% إلى 20% كمبالغ ، وبنسبة 30% ككميات ، وهذا تقدم كبير جداً في ظل الظروف الحالية ، وبفضل الله وبفضل جهود التشجيع هناك مصنعون لديهم خطوط إنتاج جديدة في خطوط "الأمبول" وهناك مصنع سيتم تدشينه قريباً لخط محاليل ، ، وكذلك هناك توجه من قبل الهيئة إلى تفعيل شركة "يدكو" وقد تم صيانة الخطوط المهملة السابقة للشركة ، يضاف ‘إلى أن
س : الاستراتيجية الدوائية دشنت من قبل وزير الصحة العامة هل بدأ تنفيذها ؟
الاستراتيجية التي تم تدشينها برعاية وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل وبالشراكة والتنسيق مع الهيئة العليا للأدوية والهيئة العامة للاستثمار واتحاد منتجي الأدوية وبعض الخبراء في الصناعات الدوائية المحلية لعمل خطة منهجية للنهوض بالتشريعات الخاصة بالهيئة العليا للأدوية وبما يخدم أيضاً تطوير الصناعات الدوائية المحلية، كان من ضمنها التدشين للقاء التشاوري الذي أقيم في كلية الصيدلة للخروج بآلية ومنهج التدريب الحقلي النوعي للطلاب في زيادة الكوادر العاملة في الصناعات الدوائية المحلية وإيجاد خبرات عملية ميدانية في صناعة الأدوية بالشراكة ما بين كلية الصيدلة واتحاد منتجي الأدوية وبالتنسيق مع الهيئة للأدوية لضمان وجود منهج يضمن تدريب حقلي ونوعي للصناعات الدوائية المحلية وإخراج كوادر مؤهلة .
من مخرجات مشروع الاستراتيجية إعطاء الأولوية الكاملة لأصناف الصناعات الدوائية المحلية والاهتمام بها من ناحية الجودة والتطوير، ومن أهم المخرجات التي بدأت الهيئة العليا للأدوية بتنفيذها خطة تطوير الجودة للصناعات الدوائية المحلية وعمل خطة إصلاح وضمان تطبيق شروط التصنيع الجيد وضمان زيادة جودة الأصناف ما بين الهيئة واتحاد المنتجين وخبراء كلية الصيدلة وهذه خطوة مهمة
س : ماذا عن تعزيز ثقة المستهلك بالمنتج المحلي من الدواء ؟
في هذا الجانب هناك توجه لدى الهيئة العليا للأدوية لمنح تعزيز الثقة للصناعات الدوائية المحلية لدى المواطن عبر تدشين حملة إعلامية مشتركة بين الهيئة ومصنعي الأدوية.
يعاني المنتج المحلي من الدواء من حالة إعراق السوق بمنتجات مستوردة مماثلة .
س : ما الإجراءات التي اتخذتموها لحماية المنتج الوطني ؟
الرؤية الوطنية لبناء الدولة والتي كان من اولياتها تشجيع الصناعات الدوائية قامت اللجنة العليا للأدوية الوطنية بحصر مجموعة من الأصناف التي يتم صناعتها محلياً وعدم السماح بتسجيل جديد لتلك الأصناف، كما أن هناك توجها للبدء بعمل غربلة للأصناف التي لا تستورد من هذه البدائل، ومتوجهون بعد انتهاء الحرب لحصر وحكر هذه الأصناف كلياً على الصناعات الدوائية المحلية.
تستورد اليمن بأكثر من 300 مليون دولار من الدواء؟
للأسف التحالف بحصاره منع استيراد أصناف وأدوية تتطلب تقنيات عالية للتصنيع، والصناعات الدوائية المحلية ماتزال في طور الإنشاء للتقنيات تتطلب جهدا وكلفة كبيرة للتبني ، ولكن هناك خطوات قادمة حيث وجه رئيس المجلس السياسي إلى عدد من الجهات المعنية لضمان إيجاد منطقة صناعية دوائية لتسهيل وتحفيز المستوردين للاتجاه نحو تبني إنشاء مصانع دوائية جديدة في البلد ، والدولة بجميع كياناتها متجهة نحو هذا الاتجاه ، الآن المستوردون يفكرون باستغلال هذه الفرص ومجرد خروج المنطقة الصناعية للبدء بإنشاء المصانع الدوائية المحلية لتحل محل المستورد ، وفي المستقبل القريب بعد فك الحصار عن اليمن سيكون هناك اتفاقات مشتركة مع كثير من الدول من أجل إدخال التكنولوجيا الخاصة بتلك الصناعات الدوائية الحيوية إلى البلد .
س / ما الفرص المتوفرة حاليا في مجال الصناعات الدوائية؟
أبرز الفرص أنه في حال تجهيز المنطقة الصناعية الدوائية ستكون فرصا واعدة أمام المستثمرين والمستوردين لإنشاء مصانعهم الدوائية المحلية وتغطية السوق المحلية من الصناعات الدوائية الوطنية ، إلى جانب أن هناك مشروع قانون بمجلس النواب لإعفاء مدخلات الصناعات الأدوية المحلية بعد جهود حثيثة من الهيئة العليا للأدوية والهيئة العامة للاستثمار ووزارة الصناعة والتجارة واتحاد منتجي الأدوية للخروج بهذا القانون، وسيتم مناقشة مشروع القانون قريبا ، ويعتبر اعفاء مدخلات صناعة الأدوية خطوة تحفيزية كبيرة للمستثمرين والمصنعين ، أيضا الأولية وحكر الاصناف على الصناعات الدوائية المحلية يعتبر حافزاً كبيراً للتوجه المستقبلي نحو الصناعات الدوائية المحلية.
س: كيف ترى مستقبل الصناعات الدوائية في اليمن؟
الصناعات الدوائية تتطلب الكثير من الجهود والوقت والتكلفة ولكنها أيضا صناعة ضرورية وأساسية وتحقق أرباحا واعدة على المستويين الشخصي للمستثمرين والاقتصاد الوطني للدولة. كما وجه دعوة إلى المستثمرين في مجال الصناعات الدوائية إلى التحرك واستغلال هذه الفرص الاستثمارية التحفيزية في الصناعات الدوائية المحلية والبدء مبكراً بحيث يكون لديهم موضع قدم في السوق الدوائية المحلية القادمة التي ستسيطر وسيكون لها الأولية الكبرى من بين الاستثمارات ومناقصات الدولة وستكون هي مصدر التزويد للمنظمات والقطاع الحكومي بشكل عام، والسوق المحلي بشكل خاص.
س : ما رسالتكم للمستثمرين المحلية وشركات الأدوية الوطنية ؟
ندعو المستوردين والمستثمرين إلى تكثيف الجهود للعمل على تطوير الصناعة الدوائية المحلية للوصول إلى اكتفاء ذاتي وتحقيق الأمن الدوائي للوطن، ونؤكد أن هناك تسهيلات وامتيازات و إعفاءات مغرية أمام المستثمرين للاستثمار في هذا القطاع الواعد والمهم.