-->
U3F1ZWV6ZTIwMjE5NDQ5ODhfQWN0aXZhdGlvbjIyOTA1ODUwNjky
recent
أخبار ساخنة

أهمية السلم الاجتماعي للقطاع الاقتصادي



أهمية السلم الاجتماعي للقطاع الاقتصادي 
بقلم م/ عبداللطيف الوشلي 
منظمة إنسان لحقوق الانسان والسلام -المانيا 

بقلم م/ عبداللطيف الوشلي 
منظمة إنسان لحقوق الانسان والسلام -المانيا 


 إن تطور الحضارات البشرية عبر العصور ووصولها إلى الرقي يتطلب الإيمان بقيمة السلام للتكامل البشري والعيش المشترك بدون تمييز العرق أو اللون  أو المنطقة.  ويوجد في مقابل السلام الحروب والنزاعات وتشتت الطاقات وتفسخ المجتمعات مما يؤدي إلى إيجاد بيئة غير صحية في مجالات عديدة ، خاصة مجالات الاقتصاد وريادة الأعمال حيث يفقد رجل الأعمال ثقته في البلد وفي البيئة الاقتصادية للاستثمار وهذا بدوره يفقد الوطن البيئة الصحيه الحاضنة لاقتصاد وطني ‏قوي وبالتالي ينتشر الفقر والجريمة ويصبح المجتمع طارداً للاستثمارات التي هي مهمة للاقتصاد الوطني وبالتالي لا تعود بالفائده على سوق العمل المحلية،  ولا يجد الناس الأعمال والوظائف التي تتيح لهم دخلا كريما وتوفر للمواطنين الفرصة للحصول على دخل مالي يغطي مصاريفهم واحتياجاتهم اليومية.

السلم الاجتماعي

السلم الاجتماعي هو حالة من السلام والوئام الإنساني بين المجتمع وأفراده وبين مؤسساته من رواد أعمال وشخصيات تجارية وشركات و جهات حكومية وغيرها. حيث يقاس مدى درجة السلم الأهلي في المجتمع من خلال  طبيعة سلوك وممارسات هذا المجتمع والمجتمعات الأخرى وتحديدا بخاصية السلم الأهلي الصحيح من خلال بروز علاقاته الإيجابية في المعاملات وقبوله بصيغة التعايش بين أفراده ومؤسساته.


والسلم الاجتماعي يعتبر أحد أهم ركائز السلام في كيان الدولة ومن حولها من دول وكيانات أخرى والمناقض لها هي حالة اللا سلم أي الحرب والدمار والحصار من قبل الدول الظالمة أوالدول الاستعمارية سواء كانت قريبة أو بعيدة في موقعها الجغرافي.لعب علماء المسلمين قديما دورا بارزا في التقدم والرقي للشعوب والحضارات ومن أبرزهم  عالم الاجتماع  المعروف ابن خلدون حيث له الكثير من الأراء في في علم الاجتماع والاقتصاد حيث ركز في دراساته الاجتماعيه أن الظلم عدو المجتمعات كما أن العدل والسلم هما ركيزة الرقي والتقدم ، ومما قال  " الظلم مؤذن بخراب العمران " وهنا يقصد بالعمران المجتمعات بكل أنواعها حيث ينتشر العمارة والإنسان معا كتكتلات سكانية كبيرة. كما تحدث ابن خلدون عن الظلم كعدو للإنسان عندما تضيع أمواله وسبل رزقه وتتقهقر آماله حيث جاء في معرض كلامه عن ذلك:

" أعلم أن العدوان على الناس في أموالهم ذاهب بآمالاهم في تحصيلها واكتسابها لما يرونه حينئذ من أن غايتها ومصيرها انتهى بها من أيديهم. وإذا ذهبت آمالاهم في اكتسابها وتحصيلها انقبضت أيديهم عن السعي في ذلك ..." أي أن الفرد في المجتمع يفقد ثقته في التعامل مع الآخرين إذا اعتدى على أمواله وتم تدميرها أو فقدت قيمتها لأسباب خارجه عن قدرته على التحكم بها.

فإذا انتهى الظلم والعدوان في المجتمع تعززت الثقة فيما بينه وبين أفراده وانعكست على سلوكياتهم وعلاقاتهم التجاريه ، دور السلم الاجتماعي في الاقتصاد: يبرز السلم الاجتماعي والأهلي من خلال السلوك الحضاري الذي يتحلى به أفراد المجتمع في تعاملهم مع بعضهم وقبولهم للاختلافات الاتيه  إليهم من مدن ومناطق أخرى ، سواء كانت في اللون او العرق أوالمذهب ، وسواءً كانت سياسية أو غيرها فرجال الأعمال والمستهلكين على سبيل المثال في مجتمعنا اليمني قد يكونون من  مناطق وإتجاهات سياسية ربما مختلفة ولكنهم رغم ذلك يتعاملون من منطلق المصلحة المستوحاة في علاقاتها من المجتمع نفسه ، فاذا حصل الاطمئنان تعاملوا مع المجتمع في تجاراتهم على أساس الثقة والمصلحة المشتركة والعكس صحيح.  

 وهنا يلعب الأمن والسلم الاجتماعي دورأ مهما في إيجاد بيئه اقتصادية صحية تساعد على النمو الاقتصادي وتعزيز  قدراته الإنتاجية وقدرة رأس المال المدخر على التحرك السلس دون خوف من ضياعه. وهذا يعود بالنفع على المجتمع بأكمله ويرسخ مبدأ الانسجام والثقة في التعامل بين الأفراد وجميع مكونات مجتمعه بما فيها الاقتصاديه وغيرها ولكن أيضا يكسب ثقة المجتمعات في المناطق والمدن الأخرى ويستطيع فتح طريق التبادل التجاري و الاقتصادي معها.




الاسمبريد إلكترونيرسالة