بعض التجارب الزراعية المائية الناجحة في اليمن
بقلم د/ تقية فضائل
تناولنا في العدد السابق ماهية الزراعة المائية وهي الزراعة بدون تربة ودوافع الاعتماد عليها وفوائدها الكثيرة التي تؤدي إلى نتائج مهمة في مجال التنمية الزراعية .
وقد بدأت أول تجربة مائية في اليمن قبل تسع سنوات تقريبا أي في العام 2013، ونفذها الفلاحان عثمان سودان وسلطان سودان من قرية آل سودان في منطقة عمران، وترجع الفكرة لعمهما المقيم في الإمارات الذي أرسل لهما كافة الأدوات والمعدات المخصصة للزراعة المائية.وقد قاما بدورهما بتعديل البيت المحمي الذي يملكانه ليتناسب مع معايير الزراعة المائية، ومن ثم ركبا المعدات ومنظومة الزراعة المائية في البيت المحمي، وبدآ بزراعة محصول الطماطم ولكنهما واجها مشاكل وصعوبات كثيرة؛ نتيجة عدم الخبرة وقلة الخبراء في هذا المجال رغم محاولتهما للإفادة من خبرات فنيين مختصين بالزراعة بمحافظة عمران، ولكن بدون جدوى؛ فخسرا موسما كاملا.
وفي تلك الأثناء التقيا المهندس وجيه المتوكل أحد خبراء محطة البحوث (مدير عام وقاية النبات في وزارة الزراعة) وهو يشرف على تنفيذ الزراعة المائية التجريبية التابعة لمشروع شبه الجزيرة العربية، وقدم المهندس وجيه المتوكل نصائحه وتوجيهاته للأخوين وأشرف بنفسه على نجاح تقنية الزراعة المائية لديهما بموجب عقد إشراف مع محطة البحوث ، وكان المحصول المقترح من قبل المهندس هو الخيار وقد نفذ الأخوان كل ما طلبه منهما المهندس من الإصلاحات في البيت البلاستيكي والتخلص كليا من بقيا المحصول السابق وتنظيف الأحواض جيدا واستبدال المادة المثبتة للجذور بالتفث البركاني(النيس البركاني) المتوفر في المنطقة. وتركيب نظام التحكم الآلي للري .
ويؤكد المزارعان أنهما حصلا على محصول خيار ممتاز وبوفرة في الإنتاج توازي موسمين بالطريقة التقليدية.
ثم توالت تجارب الزراعة المائية منها في العام 2016 في منطقة بني الحارث محافظة صنعاء ،قام المزراع عبدالكريم الكتف بزراعة محصول الخيار بنجاح .
وفي منطقة العرة -صنعاء زرعت الطماطم زراعة مائية في ثلاثة مواسم بنجاح
وفي الحصبة نجحت المزارعة فاطمة الطوقي بزراعة الفراولة والطماطم وأنتجت محصول جيدا في أول موسم.
نخلص في نهاية هذا المقال إلى أن تجارب الزراعة المائية في اليمن تزداد يوما بعد يوم وهي تحقق نجاحات متميزة محاصيل زراعية وفيرة وصحية بأقل كلفة وجهدمن الزراعة التقليدية التي تعتمد على التربة .
وجدير بهذا المجال أن ينمو ويتطور ليحقق المزيد من التنمية الزراعية المستديمة في اليمن.