لافتتاحية
يقول تعالى(وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (14) سورة النحل. ويقول سبحانه وتعالى في سورة الرحمن (
يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (الرحمن - 22)).
في الآيتين الكريمتين يذكرنا المولى جل وعلا بنعم عظيمة أوجدها لنا في البحر ومنها الثروة السمكية وهي من الثروات الطبيعة لأي دولة ساحلية أو لديها أنهار (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) [سورة المائدة] ،
ومن مميزات صيد البحر أنه جائز في جميع أشهر السنة بما فيها الأشهر الحرم، بعكس صيد البر المحرم خلالها. والأسماك قد ظهرت من الأزمنة السحيقة، وقد كان الإنسان البدائي يذهب إلى شاطئ البحر ليحصل منه على الطعام الذي يسد رمقه، ويعود عليه بالخير والرزق الوفير، لذا فهي من أقدم المهن التي قام بها الإنسان، ثم أخذت في التطور ؛ فأصبحت السفن العملاقة تخصص لصيد الأسماك كما يحدث في وقتنا الحالي، بل إنه قد تحول الأمر إلى منافسة بين الدول المختلفة للسيطرة على أكبر مساحة من المسطحات المائية، ومد حدود مياهها الإقليمية، كي تستأثر بما تحتويه من موارد ومصايد سمكية ، وتجدر الإشارة إلى أنه بسبب الزيادة المستمرة والمطردة في سكان العالم واستنفاد أغلب الموارد الموجودة على اليابسة نتوقع مزيداً من التوجه إلى البحار والمحيطات، وإلى التوسع في إنشاء المزارع السمكية التي تتسم برخص تكلفتها مقارنة بغيرها.
ولأهمية ما ذكرناه آنفا حاولنا في هذا العدد تسليط الضوء على أهمية الثروة السمكية في الجمهورية اليمنية وفرص الاستثمار في هذا القطاع المهم من جوانب عدة؛ وهذا سيعود --بأذن الله- بعائد كبير على كل أبناء الشعب اليمني في اقتصادها واكتفائها الذاتي..
خالص التحية والتقدير ...
رئيس التحرير
