-->
U3F1ZWV6ZTIwMjE5NDQ5ODhfQWN0aXZhdGlvbjIyOTA1ODUwNjky
recent
أخبار ساخنة

واقع الدواء والتصنيع الدوائي في اليمن .

 

واقع الدواء والتصنيع الدوائي في اليمن ..

د/ ايمان فضائل
ماجستير صيدلة




 

الدواء هو أي مادة تستعمل في تشخيص أو معالجة الأمراض التي تصيب الانسان التي تفيد في تخفيف  وطأتها أو الوقاية منها فغالبا ما يعمل الدواء على زيادة أو إنقاص وظيفة ما في الجسم ولا ينشئ وظيفة جديدة.

وتنقسم الأدوية حسب مصادرها إلى:

1. مصادر عضوية تستخرج من الكائنات الحية (نباتات – حيوانات –كائنات دقيقة حية)

2. مصادر غير عضوية (اليود-الحديد – الكالسيوم)

3. مصادر صناعية تعتمد على تحضير الدواء كيميائيا في المختبر.

وقد عرف التداوي بالأعشاب منذ القدم، وكان يعد المصدر الرئيس للدواء، فقد كان التداوي بزهور النباتات وبذورها وجذورها للعديد من الأمراض فاستخدم البصل والكمون لمعالجة أمراض الصدر، الثوم لمعالجة ديدان وأمراض المعدة، التين لمعالجة الإمساك، الحلبة لأمراض الربو والسعال، والحبة السوداء لأمراض الجهاز الهضمي، والكمأة لأمراض العيون والسواك لأمراض الأسنان.

أخذت دراسة الصيدلة تتطور باكتشاف عناصر جديدة في الصيدلة وعلوم المعالجة واستحضار طرق في تحضير الأدوية وتحديد أصناف من الأدوية والتركيبات وتعريفها وطرق استخدامها.

تطورت الصيدلة الصناعية وأصبحت الأبحاث داخل المعاهد التعليمية والمنشآت الصناعية الدوائية لتخليق المواد الكيميائية الدوائية وتحضير الأدوية من النباتات والحيوانات وتنقيتها وتوليفها، وأصبحت الصيدلة الحديثة تعني بعلوم رئيسة وهي:

1. علم الصيدلانيات وهو يعني بتحويل مادة كيميائية لدواء آمن وفعال وتحديد جرعاته وكيفية تنقيته وتصنيعه لأشكال صيدلانية كالأقراص والمراهم والحقن والكبسولات والكريمات ....

2. علم الكيمياء الصيدلانية وهو يعني بربط الكيمياء بالصيدلة وتخليق أدوية جديدة وتطوير وتصميم الدواء ليكون مناسبا بيولوجيا للعلاج.

3. علم الدواء وهو يعني بالدواء وتركيبه الكيماوي ومفعوله في الجسم.

4. علم العقاقير وهو يعني بدراسة العقاقير من أصل نباتي أو حيواني وطرق زراعتها وجمعها وحفظها وغشها واستخلاصها ومعرفة مكوناتها وموادها الفعالة وطرق فصلها ومعايرتها.

5. ممارسة الصيدلة وهو نظام تطوير الصيادلة لممارسة مهنتهم والتعامل مع المرضى في الصيدليات

التصنيع الدوائي:

يتم تصنيع الدواء في شركات ومصانع الأدوية، وتضم هذه المصانع والشركات أقساما متعددة، أولها قسم أبحاث الأدوية والعقاقير التي تعالج الأمراض كافة بصورة أكبر فاعلية، مثل المضادات الحيوية الجديدة، وأدوية السرطان والقلب وما إلى ذلك. وبالإضافة إلى مراكز أبحاث الدواء في المصانع توجد أقسام إنتاج ومراقبة الأدوية التي تنتجها الشركة، ومراقبة جودة تصنيعها وإجراء التحاليل اللازمة لمعرفة تأثيراتها ومتابعة انتشار استعمالها والتسويق لاستخدامها.

يتطلب هذا التخصص مهارات عالية تتسم بالابتكار والفكر المتجدد في مجال تصنيع وإنتاج الأدوية وطرق التحضير من خلال خلفية كيميائية تخليقيه وتحليلية جيدة.

يوجد في اليمن العديد من مصانع وشركات الأدوية التي تقوم بإنتاج وتصنيع وتوفير الدواء حسب الإمكانات المتاحة، حيث يتم تصنيع أصناف من الأدوية الفموية كالشراب والأقراص والكبسولات لأصناف من المضادات الحيوية ومضادات الطفيليات وأدوية حموضة المعدة وغيرها. غير أنه يوجد عجز وشحة في تصنيع الدواء الفعال بأشكال صيدلانية أخرى كالحقن والمراهم وقطرات العين؛ لغياب وحدات إنتاج معقمة لدى بعض المصانع، والتي تتطلب اشتراطات إضافية تفتقر اليها بعض المصانع المحلية. كما أنه لا يتم تصنيع الأدوية المهمة كبعض أدوية القلب والسرطان والكبد والفيتامينات والأنسولين والهرمونات وكثير من الأمراض التي يعاني منها العديد من الناس.

 وجدير بالذكر أن نسبة الأدوية الوطنية غير قادرة على سد الاستهلاك المحلي حيث بلغت نسبة الإنتاج المحلي خلال خمس السنوات الماضية١٠٪ من إجمالي الأدوية.

 من أهم الصعوبات والتحديات التي يعاني منها إنتاج الدواء في اليمن:

1. معوقات تخص دراسة العقاقير واكتشاف الدواء لشحة الإمكانات البحثية والأكاديمية من معامل وأجهزة ومواد لازمة للأبحاث.

2. الأصناف المحلية في بعض الأحيان غير قادرة على منافسة الأصناف العالمية ذات الشهرة والجودة العالمية في الأسواق؛ لعدم تلبية المصانع المحلية لشروط الجودة الأمريكية والأوروبية وبالتالي عدم حصولها على شهادة الجودة الأمريكية أو البريطانية أو الأوروبية.

3. عدم ثقة المستهلك اليمني بجودة وفعالية المنتج اليمني من الدواء.

4. الثقافة المتوارثة عند المواطن والمتعلقة بسعر الدواء والتي تنص على أن الدواء كلما كان سعره أغلى كانت فعاليته أقوى مما أفقد الثقة بالمنتج المحلي الأرخص في السوق.

5. عدم معرفة مصدر الكثير من الأدوية الموجودة في السوق المحلي.

6. دخول الكثير من الأدوية عن طريق التهريب مما يخل بالاشتراطات المطلوبة للأدوية من حيث الجودة والفعالية وسوء التخزين.

7. ضعف وجود رقابة فاعلة على أسعار الأدوية في الصيدليات فكل صيدلية تبيع الدواء بسعر مختلف عن الأخرى.

8. بعض المصانع المحلية لا تصنع إلا الأدوية التي لها مردود ربحي سريع ولا تصنع بعض الأدوية المهمة المنقذة للحياة كأدوية السل أو السرطان أو القلب وغيرها - فالهدف التجاري يغلب على الهدف الدوائي.

9. ضعف الكفاءة الإدارية والخبرة العلمية الكافية  في إدارة بعض المصانع والتعامل مع الموظفين وما ينتج عنه من زيادة الضغط والجهد على الموظف وقلة الراتب مما ينعكس سلباعلى جودة العمل و المنتج.

10. لا يوجد تطوير ولا زيادة في الأصناف والأشكال الصيدلانية والاقتصار على تصنيع أصناف محدودة جدا لا تغطي حاجة المستهلكين في السوق اليمني.

11. كما أن أقسام الأبحاث في بعض المصانع لايعمل بها من هم ذوو الشهادات العليا ولا يتم ابتكار دواء جديد ولا توجد براءة اختراع وإنما يتم تقليد المنتجات الدولية.

12. زيادة الشوائب وقلة المادة الفعالة يؤدي إلى رداءة المنتج الوطني وقلة فاعليته.

13. ضعف توفر شروط الجودة العامة في بعض المصانع من جوانب عدة: كالمبنى والتخطيط والمخازن والتنظيف والأدوات وغير ذلك

14. ضعف الدور الرقابي من قبل الجهات المعنية في الدولة على المصانع المحلية وضعف قيام الجهات المسؤولة في الدولة بدور المتابعة والرقابة خلال عملية الإنتاج وكذلك فحص المنتج كما ينبغي.

15.  الفساد المالي والإداري من ناحية الجهات المعنية بالرقابة وضبط الجودة سبب رئيس لرداءة وسوء الإنتاج

16. بعض الشركات تكتفي فقط بتعليب وتغليف الدواء المنتج خارجيا، وهذا لا يضعف الإنتاج المحلي فقط بل يثقل كاهل المواطن بزيادة التكلفة ورفع السعر.

أخيرا فإن النهضة بصناعة الدواء اليمني ضرورة ملحة تتطلب تظافر كافة الجهود العلمية والمالية والإدارية والرقابية في الدولة، والتي يجب أن يكون القائمون عليها من حملة الشهادات العليا، بتوفير المصانع الوطنية الحكومية التي تنطبق عليها شروط الجودة العالمية تمكنها من المنافسة المحلية والدولية

 


الاسمبريد إلكترونيرسالة