-->
U3F1ZWV6ZTIwMjE5NDQ5ODhfQWN0aXZhdGlvbjIyOTA1ODUwNjky
recent
أخبار ساخنة

من اجل يمنك السعيد ..... استثمر


من اجل يمنك السعيد ..... استثمر

بقلم / أيمن محمد قائد







اليمن من أكثر البلدان التي تعاني من نسبة بطالة كبيرة في أوساط شبابها، حيث يعيش أكثر من ٨٠٪ من إجمالي السكان في فقر، لاسيما في المدن الصغيرة والنامية، و يؤدي ارتفاع معدلات البطالة مع عدم كفاية التعليم والتدريب على المهارات العملية إلى صعوبة توفير سبل كسب عيش مستدامة للشباب، وهذا بدوره يؤدي إلى مشاكل نفسية وأخلاقية على الفرد تنعكس سلبا على المجتمع.

ومن أهم المعالجات العملية لهذه المشكلة في أوساط الشباب هي البدء بتأسيس مشاريع صغيرة يسعى من خلالها الفرد إلى الاعتماد على نفسه في توفير سبل العيش سواء عبر التجارة أو الصناعة أو الزراعة، وهذا ما سيتم مناقشته في هذا المقال.

س/ ما هو دور وأهمية المشاريع الصغيرة والأصغر؟
للمشروعات الصغيرة دور واضح في التنمية الاقتصادية، ودورها يسهم أيضا في حل مشكلة البطالة ،ولما تقدمه المشروعات الصغيرة والمتوسطة من إضافة للناتج المحلي وخلق فرص عمل، فمن واجب الحكومات أن تخصص دعما خاصا للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، من خلال تسهيل القروض الائتمانية، والاعفاء الجزئي او الكلي من الجمارك والضرائب، وتسويق السلع المحلية من خلال منع استيراد السلع البديلة من الخارج للحفاظ على الاحتياطي النقدي الخارجي، وكذلك لتشجيع المواطنين على استهلاك المنتجات المحلية، مع ضرورة سن قوانين وإجراءات رقابية تضمن المنافسة وتمنع الاحتكار وغلاء الأسعار.

من ناحية أخرى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة يساعد على تمكين الشباب من القيام بعمل ناجح، ليخلق لنفسه طريق حياته المهنية. خاصةً من يملك أفكارا مميزة فالمشاريع الصغيرة هي العمل المناسب لمن يملك حس الإبداع والابتكار والتطوير ؛

لذا على الحكومة ان تخلق بيئة تنافسية كاملة وتمنع الاحتكار ( احتكار المشاريع الصغيرة لفئة معينه من الناس، وكسر احتكار التجار الكبار ) من مميزات المشاريع الصغيرة أنها لا تحتاج إلى رأس مال كبير، وسهلة التأسيس، يحتاج الفرد المقبل في عالم الأعمال أن يضع خطة مدروسة لمشروعه، فالإقبال على تأسيس مشروع من غير دراسة مسبقة سيفشل بالتأكيد، ولتأسيس مشروع ناجح يجب دراسة السوق ودراسة المنافسين أيضا

إن نمو وتطور قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في كافة أنحاء العالم يواجه مجموعة من المشاكل، وهذه قد تكون مختلفة من منطقة لأخرى ومن قطاع لآخر ولكن هناك بعض المشاكل التي تعد مشاكل موحدة أو متعارف عليها تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة في كافة أنحاء العالم. وتعد طبيعة المشاكل التي تتعرض لها المشروعات الصغيرة والمتوسطة متداخلة مع بعضها . وبشكل عام يكون جزء من هذه المشاكل داخليا وهي المشاكل التي تحدث داخل المؤسسة أو بسبب صاحبها، في حين أنها تكون مشاكل خارجية إذا حدثت بفعل وتأثير عوامل خارجية أو البيئة المحيطة بهذه المنشآت. ومن خلال مراجعة الأدبيات والدراسات السابقة بهذا الخصوص، كان بالإمكان تلخيص أهم المشاكل التي تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة وبشكل عام في كافة أنحاء العالم:

1. التضخم: من حيث تأثيره في ارتفاع أسعار المواد الأولية وكلفة العمل مما سيؤدي حتماً إلى ارتفاع تكاليف التشغيل. وهنا تتعرض هذه المنشآت لمشكلة رئيسة وهي مواجهتها للمنافسة من المشروعات الكبيرة مما يمنعها ويحد من قدرتها على رفع الأسعار لتجنب أثر ارتفاع أجور العمالة وأسعار المواد الأولية.

.2. التمويل: تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة صعوبات تمويلية بسبب حجمها (نقص الضمانات) وبسبب حداثتها ( نقص السجل الائتماني ) وعليه، تتعرض المؤسسات التمويلية إلى جملة من المخاطر عند تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مختلف مراحل نموها. ( التأسيس – الأولية – النمو الأولي – النمو الفعلي – الاندماج ). ونظراً لهذه المخاطر تتجنب البنوك التجارية توفير التمويل اللازم لهذه المشروعات نظراً لحرصهم على نقود المودعين، إلا أن السلطات في صنعاء سعت إلى تذليل هذه الصعوبات من خلال إعفاء المستثمرين في المشاريع الصغيرة والأصغر خاصة في القطاع الحيواني والزراعي من الضرائب لعدد سنوات محددة.

3. الإجراءات الحكومية: وهذه مشكلة متعاظمة في الدول النامية خصوصاً في جانب الأنظمة والتعليمات التي تهتم بتنظيم عمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، غير أن ما تمر به اليمن في الوقت الراهن، جعل من السلطات في صنعاء تحث وتشجع على الاستثمار المحلي في قطاع المشروعات الصغيرة والأصغر وتوفير الدعم المعنوي والتسويقي لها، لما لها من أهمية إستراتيجية خاصة واليمن يمر بظرف عدوان وحصار بربري استخدم فيه تحالف العدوان الورقة الاقتصادية كسلاح حرب مخالفة بذلك كل مواثيق الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان، وكل القوانين الدولية المتعلقة بذلك.

4. الضرائب : نظام الضرائب أحد أهم المشاكل التي تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء العالم. وتظهر هذه المشكلة من جانبين سواء لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة من حيث ارتفاع الضرائب وهي كذلك مشكلة للضرائب، نظراً لعدم توفر البيانات الكافية عن هذه المنشآت مما يضيق عمل جهاز الضرائب، لكن يمكن للمستثمر في مراحله الأولى ان يتمتع بإعفاء ضريبي حسب ما نص عليه قانون الضرائب ( إعفاء مستلزمات الإنتاج الحيواني والزراعي والسمكي من الرسوم الجمركية والضريبية وكذلك إعفاء مستلزمات الانتاج للمشاريع الاخرى بنسبة 50% من كافة الرسوم الجمركية للمشاريع القائمة والمسجلة.)

5. المنافسة : المنافسة والتسويق من المشاكل الجوهرية التي تتعرض لها المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأهم مصادر المنافسة هي الواردات والمشروعات الكبيرة، غير أن مشكلة الواردات بدأت تضمحل خاصة مع قيام السلطات في صنعاء بمنع استيراد بعض المنتجات والفواكه التي كان اليمن يتمتع بإنتاجها بجودة عالية

توصيات..
بناء على ما سبق مناقشته، يتضح جليا أن المشاريع الصغيرة والأصغر هي أكثر القطاعات قدرة على خلق فرص عمل بتكلفة استثمارية متدنية، الأمر الذي يجعلها خير وسيلة للتخفيف من البطالة ومحاربة الفقر، مما يسهم في تنمية الاقتصاد الوطني. وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة تشجيع الدولة للمشاريع الصغيرة والأصغر وتسهيل تمويلها وتذليل كافة الصعوبات بشكل يساعد على انتشارها في الريف والحضر حتى نحقق الاكتفاء الذاتي الذي هو من أهم أسس الاستقرار الاقتصادي للدول.
كما أن الاهتمام بالمشروعات الإنتاجية ( حيوانية وزراعية) والاهتمام بتطوير المرأة وإدخالها في دائرة المشاركة والإنتاج، يعد عاملا مساعدا في انتشار ونجاح هذا القطاع.
فمن أجل نفسك ومن أجل يمنك السعيد..   استثمر
الاسمبريد إلكترونيرسالة